الشخصية العدائية هي تلك الشخصية التي تظهر هدوءا ظاهريا وبرودا فتظنها شخصية هادئة طيبة ومسالمة،
من الوهلة الأولى لا تنفعل بسهولة، ولكنها كالبركان تنطوي على الكثير من العدائية،
ولكنها غير قادرة على التعبير عنه بأسلوب ظاهر , بل تلجأ إلى أساليب ملتوية غير مباشرة ككثرة التذمر و استفزاز المحيطين و الشكوى.
وغالبا ما تكن الكثير من الحسد و الحقد و الكراهية لمن حولها.
و عادة ما تكون هذه الشخصية عانت كثيرا في طفولتها و تعرضت للكثير من الكبت والقهر و العنف الأسري،
أو حوادث ما أثرت في علاقتها بالمجتمع و إمكانية اندماجها معه بصورة طبيعية فيتولد بداخلها الخوف من مواجهة الناس والتعبير عن مشاعرهم الحقيقية،
بل يفضلون كبتها و إظهارها بصورة غير مباشرة فيكون هدفهم دوما مضايقة من حولهم.
يرفض الشخص القيام بالمهام و الأعباء الاجتماعية المطلوبة منه , فيتهرب من القيام بعمله حيث يرى أنه أولى بمنصب أكبر مما هو فيه مثلاً وأن مديره غير جدير بمنصبه،
ويتهرب كذلك من القيام بواجبه كرب منزل و الاهتمام بزوجته و أولاده، فتراه يتصيد الأخطاء لهم ويتذمر منهم و يشكوا بشكل مبالغ فيه.
قد يحسد شخص على عمله دون السعي إلى تحسين وظائفه و مهاراته وقد يحسد شخص آخر على زوجته, فتراه يتابع الشخصيات الناجحة عن كثب و يضمر لهم كل الكراهية و الحقد بدلا أن يسعى ليكون مثلهم أو يتخذهم قدوة له.
كثيرا ما يجادل ولا يصغي فلا يقتنع بوجهة نظر شخص غيره و كثيرا ما يجادل من أجل الجدال فيصبح الحوار فارغا من محتواه مليئا بالاستفزاز للشخص الذي يجادله فقط للتعبير عن عدوانيته بأسلوب غير مباشر.
هذا الشخص دائما ما ينتقد السلطات انتقادا غير منطقي من أجل اظهارهم بصورة ضعيفة لا لشيء سوى حسده لهم و كذلك وكرهه ,فتجد انتقاداته بلا وجهة نظر أو طرح حلول لمشاكل قد يسلط الضوء عليها أو يضخمها , فهو دائم التفسير لأي حدث أو مشكلة أنه تقصير من السلطات.
غالبا ما تكون الشخصية السلبية اعتمادية , تعتمد على الآخرين في اتمام مهامها و غير مستقلة , فإذا طلب منه القيام بمهمة ما في العمل قد يرجئها إلى أحد زملائه أو مرؤسيه فهو لا يحب تحمل المسؤولية بل و يهرب منها.
و إذا كانت هذه الشخصية دائمة التقلب بين العنف أحيانا و الجرأة أحيانا أخرى و كذلك الندم و الكثير من الغيرة فإنه من الصعب عليه تكوين صداقات حيث ينفر الناس منها بسبب طبيعتها الاستفزازية و الهروب من تحمل المسؤولية فلا يميل الكثيرين إلى تكوين صداقات مع أناس دائمي الجدال و الشكوى و الانتقاد إلا إذا كانوا من نفس طبيعته و التي يصعب معها استمرار الصداقة لأن طبيعتهم اتكالية.
و لعلاج هذه الشخصية يفضل الكثير من الأطباء العلاج عن طريق الديناميكية السلوكية , و المعرفية حيث يسلطون الضوء على اسباب استهداف المريض لضحيته.
تم التحديث في 24 سبتمبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان