الثقة بالنفس هي إحساسك بقيمة نفسك بين من حولك، وهذا الإحساس يكون نابعاً من داخل ذاتك ويكون مصدره هو إيمانك بأفضل ما فيك.
والثقة بالنفس هي حسن إعتقادك بنفسك وبقدراتك وبإمكاناتك وبأهدافك وبقراراتك، بدون إفراط أو تفريط.
الثقة بالنفس لا تعني الغرور، ولكنها نوع من الإطمئنان المدروس لإمكانية تحقيقك للنجاح وحصولك علي مبتغاك. وهذا الإطمئنان يتم ترجمته بشكل أوتوماتيكي من خلال ميكانيكا جسدك فيصدر سلوكاً دالاً علي ثقتك بنفسك.
والثقة بالنفس مثل الموجة، ترتفع وتنخفض، تزيد وتنقص وذلك علي حسب مقومات الثقة بالنفس. وهذه المقومات منها ما هو خارجي نابع من البيئة، ومنها ما هو داخلي نابع من داخل شخصيتك.
وأما المقومات الخارجية فهي الموقف، والمكان، والزمان، والموضوع. ومثالاً علي ذلك فإنك إذا كنت تتحدث أمام الآخرين في موضوع من صميم تخصصك وانت ملم بهذا الموضوع جيداً فإن ثقتك بنفسك تكون مرتفعة في هذا الموقف.
وإذا كنت تتحدث أمام الآخرين في موضوع ولست ملم بهذا الموضوع بشكل جيد فإن ثقتك بنفسك تكون منخفضة في هذا الموقف.
كذلك الحال مع باقي مقومات الثقة بالنفس وهي الموقف، والزمان، والمكان.
فإذا كنت في موقف قوة فإن ثقتك بنفسك تكون مرتفعة وإذا كنت في موقف ضعف فإن ثقتك بنفسك تكون منخفضة.
وكذلك الحال مع عاملي الزمان والمكان، لذلك عليك أن تدرس هذه المقومات الأربعة الخارجية إذا كنت ترغب في رفع ثقتك بنفسك في مناسبة إجتماعية ما إلي أقصى حد.
والمقومات الداخلية هي قبولك لنفسك، وصورتك الذاتية، وإيمانك بإمكاناتك وقراراتك، وإيمانك بأهدافك ووضوح رؤيتك.
وهذه المقومات الداخلية أهم وأقوى من المقومات الخارجية، لذلك فإننا نتحدث عن كل منها في مقال منفرد وسبق أن تحدثنا عن قبول النفس، وعن الأهداف، وعن الإيمان بالإمكانات، وسنتحدث عن جميعها تباعاً.
وهذه المقومات الداخلية هي أساس الثقة بالنفس، ومعنى كلمة أساس أنه بدونها فلن يكون وجود للثقة بالنفس.
فإذا لم تقبل نفسك فلن يكون لديك ثقة بنفسك علي الإطلاق، وإذا كانت صورتك الذاتية سيئة ومتدنية فستكون ثقتة بنفسك هشة وضعيفة جداً، وكذلك الحال مع إيمانك بإمكاناتك وقراراتك وأهدافك.
والثقة بالنفس كما ذكرنا فهي مثل الموجة ترتفع وتنخفض، وإذا ظلت الثقة بالنفس مرتفعة عند الشخص طوال الوقت وبشكل دائم، بدون توفر المقومات الداخلية والخارجية فإن ذلك يكون دليلاً علي وجود مرض نفسي عند الشخص هو مرض تضخم الذات، وإذا ظلت منخفضة عند الشخص بشكل دائم برغم توفر المقومات فإنها تكون أيضاً دليلاً علي وجود مرض نفسي عند الشخص هو مرض إحتقار الذات.
وإرتفاع الثقة بالنفس عندك يدعمك ويساعدك علي النجاح في الأشياء التي تقوم بها، وإنخفاض الثقة بالنفس عندك هو مؤشر يجعلك تعرف الأشياء التي عليك أن تتعلمها والمهارات التي عليك أن تكتسبها.
هناك بعض الناس يتسمون بالتفكير الحدي وهو نوع من التفكير الخاطئ الذي يجعل الفرد لا يقبل باللون الرمادي فهو يقبل فقط إما الأبيض أو الأسود ولا يعترف بالرمادي.
بمعني أنهم إذا لم يكن عندهم ثقة مطلقة بأنفسهم لا يكون عندهم ثقة علي الإطلاق.
وفي الحقيقة فإنه لا يوجد ما يسمى بالثقة المطلقة بالنفس لأن الثقة المطلقة بالنفس تساوي عدم الثقة علي الإطلاق.
إذا كنت ترغب في أن تظل ثقتك بنفسك مرتفعة فدرّب نفسك علي التركيز علي كفائتك ومهاراتك وإمكاناتك وأهدافك وقدرتك علي التعامل بفعالية مع المواقف المختلفة.
الثقة بالنفس لا تتعارض مع الثقة باللة، لأن الثقة بالله هي أساس الثقة بالنفس.
تم التحديث في 11 فبراير,2019 بواسطة موسوعة الإدمان