انه من المدهش تلك العلاقة بين التنفس و الحالة النفسية،
فحينما يكون الشخص سعيدا ينشرح صدره و تمتلئ رئتيه بالهواء،
وحينما يتملكه الضيق يحس بانقباض في صدره و كأن رئتيه مغلقتين لا تسمح بمرور الهواء خلالها.
وهنا أدرك الرياضيين و المعالجين الروحانيين في الحضارة الهندية أهمية التنفس و استغلوه في تحسين الصحة الجسدية والعقلية،
ورفع نسبة التركيز عن طريق العديد من الرياضات التي تعتمد على التنفس بصورة صحيحة.
وتتضمن هذه الرياضات رياضة اليوجا التي تساهم بصورة مباشرة في تصفية الذهن ومرونة الجسم،
وازالة الضغوط وتحسين الأداء العقلي في التعامل مع المشاكل التي يمر بها الفرد،
وكذلك التأمل والتخيل وتمارين الاسترخاء والصلاة والتي تنظم أيضا ضربات القلب وتحسن من الحالة النفسية.
ويساهم هذا النوع من التمارين الذي يرتكز على أهمية التنفس بصورة صحيحة في إزالة الهموم،
وتجري هذه المعالجة بصورة ساحرة غامضة حيث تأثيرها في تنشيط الانتباه عن طريق زيادة الأكسجين في الدم الذي يمثل مكون رئيسي لصحة و عمل المخ.
و مما لا شك فيه أن العلاج بالتنفس يساهم بصورة إيجابية في علاج العديد من الأمراض النفسية،
وكذلك تزيد من طاقة الشخص و قدرته على التحمل للضغوط وتحسن من رد فعله الانفعالي،
فيساعد التنفس العميق البطيء في البداية على تمدد عضلات البطن ثم ارتخاء الحجاب الحاجز،
فتمتلىء الرئتين بالهواء وكذلك البطىء في اخراج الهواء عن طريق الزفير فتعمل على تقوية الصحة و الوقاية من الأمراض.
و للتمرين عن طريق التنفس تقنيه معينه عن طريق أخذ نفس عميق مصحوبا بالاسترخاء ثم اخراجه يعقبه أخذ نفس عادي،
واخراج الزفير باسترخاء ويستمر التنفس العادي مع الاسترخاء في الزفير لسبع مرات ثم نعود مرة أخرى للنفس العميق،
ثم يزيد عملية الشهيق والزفير على حسب مقدرة الشخص، ويجب أن يواظب الشخص على هذا التمرين و جعله جزء من نشاطه اليومي،
مع التركيز والوعي للتنفس أثناء أداء التمرين فقد يصل إلى 12 نفس مكرره في مجموعات تبدأ من 2-3 مجموعات و قد تزيد إلى 15 مجموعة على حسب الحاجة.
و يمثل إطلاق الزفير أهمية كبيرة حيث يعمل على إطلاق الكربون من الجسم وبالتالي عمد المدربون والمعالجون الى تحسين الزفير والتمرين على تطويله،
فيقوم الشخص بأخذ نفس عميق ثم ثلاثة أنفاس قصيرة لضمان امتلاء الرئة بالهواء كلية،
لضمان استفادة الجسم من الاكسجين واطلاقه دفعة واحدة مما يؤدي إلى الشعور بالضغط على أعضاء الجسم،
وكأن جميع عضلاته انقبضت دفعة واحدة.
و كذلك العلاج عن طريق غلق أحد فتحتي الأنف والتنفس من الفتحة الأخري بالتبادل مع أخذ نفس عميق،
والعمل على الاسترخاء فتؤدي إلى تحسين التنفس و فتح المجاري التنفسية و الشعور بالارتياح.
لقد تعددت العلاجات عن طريق التنفس والتي استخدمها المعالجون منذ مئات السنين لما لها من فوائد مذهلة ونتائج فعالة على صحة العقل و الجسم.
تم التحديث في 7 أكتوبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان