الكثير من الناس يتسائلون عن برمجة العقل، ولا شك أنه موضوع مهم لأننا إذا استطعنا برمجة عقولنا سنستطيع التحكم بشكل كامل في حياتنا وبالتالي في مصيرنا، إلا أنه ليس أمراً سهلاً ، ولكنه ممكن. والكثير من العظماء فعلوا هذا الأمر، ولذلك أصبحوا عظماء، بل اننا والكثير من الناس حولنا فعلنا هذا ونفعله باستمرار.
إذا استطعت تغيير برمجة عقلك بشأن الشفاء فقد تُشفى تماماً من أسوأ أنواع الأمراض وأصعبها علاجاً، وهناك حالات تشافي كثيرة تمت بواسطة البرمجة العقلية لعقل المريض. ومعظم طرق التشافي الدينية القديمة في كل الحضارات ما هي إلا برمجة عقلية ولكن بطرق وبطقوس مختلفة.
وإذا استطعت تغيير برمجة عقلك بشأن المال فقد تتحول إلي مليونير في وقت قصير، وكل الكتب التي تتناول موضوع الثروة تتحدث عن الطرق والإستراتيجيات التي يمكننا بها برمجة عقولنا بشأن المال، إلا أن الأمر له أبعاد وأعماق ينبغي أن ندركها إدراكاً صحيحاً لكي نفهم كيفية تغيير برامج عقولنا. وكما قلت في البداية، الأمر ليس سهلاً، وينبغي علينا أن نقدّره حق قدره لكي نعطيه القدر الكافي من الإهتمام الذي يستحقه.
الأمر لا يقتصر في البرمجة علي المال والشفاء فحسب، فهناك الكثير من البرامج العقلية المخزنة في عقولنا والتي تشمل كل جانب من جوانب حياتنا، سواء الصحة أو العلاقات أو العمل أو السعادة أو نمط الحياة أوحتي العلاقة الحميمية بين الأزواج. كل شئ وكل سلوك في حياتنا له برنامج خاص به مخزن داخل عقولنا. هذا البرنامج يوجهنا ويجعلنا نحصل علي النتائج التي تم برمجته عليها.
والبرمجة تعني أن نتواصل مع عقولنا تواصلاً جيداً وأن نصل إلي هذا البرنامج وأن نغيّره، لكن الأمر يحتاج أولاً إلي فهم كيف ينشأ وكيف يتكون هذا البرنامج من الأساس، وما هي الإعتقادات المكونه له، وما هو اسم هذا البرنامج أو ما هو وصفه بالتحديد، وكيف يفهمه عقلنا، وكيف يستخدمه كأداة من أدوات الحفاظ علي البقاء والإستمرارية. الأمر معقد بعض الشئ، ولكننا بالفهم العميق يمكننا السيطره عليه.
إننا نتحكم الآن في أشياء كثيرة معقدة جداً، نغوص في أعماق المحيطات ونتحدى قوانين الطفو، ونطير إلي أبعد البلدان ونتحدى قوانين الجاذبية الأرضية، ونصعد إلي الفضاء ونتحكم في وقت الهبوط بدقة شديدة وبأجزاء من الثانية. ويعني هذا أننا لن يصعب علينا برمجة عقولنا. وهناك الكثير من البرامج التدريبية التي تركز علي برمجة العقل وتنجح في ذلك فعلاً.
وهناك الكثير من الأساليب والإستراتيجيات التي تستخدم في ذلك، مثل التنويم المغناطيسي الذاتي، والتنويم بالإيحاء، والإقتراحات الذاتية أو البرمجة الذاتية، والبرمجة اللغوية العصبية، وتكييف الإرتباطات العصبية، وغيرها من البرامج المبنية علي أسس وقوانين عمل العقل البشري.
أبسط طريقة لشرح برمجة العقل البشري هي تشبيهه بحديقة أنت المسؤل عن صيانتها، فأنت تزرع بذور الأفكار والمعتقدات في حديقتك بدون أن تشعر أحياناً بأنك تفعل ذلك، حيث أن عقلك يكون بمثابة الأرض الخصبة الغنية وأن الأفكار والمعتقدات التي تزرعها فيه سوف تنمو بغض النظر عن كونها جيدة أو سيئة.
وبهذه الطريقة تمت برمجتنا السابقة وتم تكوين كل البرامج العقلية المخزنة في عقولنا والتي توجهنا حالياً في حياتنا مثل البرمجة التي توجه الإنسان الآلي أو نظام الطيران بدون طيار. وبهذه الطريقة أيضاً يمكننا إعادة برمجة عقولنا من جديد، ولكن كما أن الفلاح يزرع البذور ويظل يرعاها ويصبر إلي أن يأتي موسم الحصاد علينا أيضاً أن نرعى أفكارنا الجديدة وأن نتحلى بالمثابرة وأن نتحلّى بالصبر حتي تنموا تلك الأفكار الجديدة أو فلنقل البرامج الجديدة.
اننا بلا شك نحتاج إلي الإدراك الواعي لأفكارنا التي نزرعها في عقولنا ليل نهار، والتي نزرعها في عقول من حولنا أيضاً. ونحتاج إلي أن نزرع الخير والنعمة حتى نحصد الخير والنعمة.
تم التحديث في 27 مارس,2019 بواسطة موسوعة الإدمان
أتمنى منكم مساعدة و برامج بطريقة فهم كيفية البرمجة و التطويرلخفظ القرآن الكريم
أتمنى منكم مساعدة و برامج بطريقة فهم كيفية البرمجة و التطوير