تعد كلمة النجاح من الكلمات المطاطية التي يمكن تفسيرها بعدة تفسيرات متباينة ترتبط أكثر ما ترتبط برغبات الشخص وظروفه، فالنجاح بالنسبة للفقير هو المال وبالنسبة للغني هو راحة البال، وبالنسبة للمريض هو التعافي والشفاء، وهكذا فإنها كلمة تفتقد إلي الصرامة في التعريف.
وبرغم ذلك فإننا جميعاً نتفق علي أنها غاية نرغب في الوصول إليها، بصرف النظر عن معناها لكل منّا، ونتبادل النصح والوعظ حول السُبل التي يمكننا من خلالها تحقيق هذه الغاية.
وربما أفضل النصائح التي قيلت فيما يخص أفضل السُبل إلي تحقيق النجاح هي أن نختار لنا قدوه، أي شخص ما قد نجح بالفعل في المجال الذي نرغب في النجاح فيه ومن ثم اتباع المنهج الذي اتبعه ذلك الشخص “القدوة” باعتباره منهج فعال وطريق يختصر علينا الكثير من الوقت في عمليات المحاولة والخطأ خصوصاً في عصرنا الذي أصبحت فيه عقارب الساعة سريعة جداً.
تلك النصيحة فعالة لأنها ليست فقط تختصر علينا عناء المحاولة والخطأ بل لأنها تختصر علينا أيضاً عناء تبديد الغموض الذي يلف هذه الكلمة ( النجاح ) وتساعدنا علي وضع تصور واضح وملموس لها.
لأن ذلك الغموض الذي يشبه الضباب الكثيف حول مفهوم النجاح يجعل الإنسان لا يعرف إلي اين يجب أن يتجه بتفكيره وتركيز جهوده، وكأنه سفينة ضائعة في المحيط لا تعرف وجهتها، والكثير من الناس لا يعرفون ماذا يريدون وليس لهم أهداف محددة، ونسبة هؤلاء الناس الذين لا يعرفون أهدافهم تصل إلي 97% وفقاً لدراسة جامعة هارفرد الشهيرة والتي استمرت لعشرين عام.
ولا شك ان هذه النسبة الكبيرة تجعلنا نُعيد النظر في انفسنا لنري هل نحن فعلاً نعرف ما نريده ونرى أهدافنا بوضوح، أم أن أهدافنا تسقط منّا سهواً دون أن ندري؟!
وأعرف الكثير من الذين يحضرون المحاضرات التحفيزية التي تشجعهم علي معرفه أهدافهم وضرورة تحديدها بوضوح ويفعلون ذلك بالفعل داخل المحاضرات ولكنهم بعد فتره قصيرة ينسوها تماماً، فهل أنت ممن تسقط منهم أهدافهم؟ إذا كنت كذلك فعليك أن تأخذ بتلك النصيحة وأن تتخذ لك شخص قدوة ليساعدك علي تصور أهدافك بشكل مادي ملموس.
ان عقلك يحب التصورات الحسية الملموسة ويُمسك بها أكثر من التصورات التجريدية الفلسفية. وتم إثبات ذلك علمياً من خلال مجموعة من الدراسات النفسية التي قام بها الدكتور “شين ماكري” من جامعة كونستانز بألمانيا والتي لا يتسع المجال هنا للحديث عنها. ولذلك فإن أفضل منهج يمكنك أن تتبعه لإدراك النجاح هو منهج الاقتداء، ذلك المنهج البسيط والفعّال في آن واحد.
ان الاقتداء هو المنهج الذي أختاره الله للعباد في كل الديانات، فبعث فيهم الرسل والأنبياء ليقتدوا بهم في رحلتهم إلي النعيم والنجاح المطلق. ولا شك أنه أفضل منهج يمكن اتباعه لتحقيق النجاح في أي مجال.
تم التحديث في 8 أبريل,2019 بواسطة موسوعة الإدمان