الهروب من التوتر والقلق والادمان .. كنا قد توقفنا في المقال السابق عند الأسرة ، وكيف أنها يمكن أن تكون أحد الأسباب الدافعة إلى الادمان، واليوم سيكون موعدنا مع أحد الأسباب الأخرى ، وهو الهروب من التوتر والقلق ، حيث يسعى الانسان دائماً الي اجتناب الألم والحصول علي المتعة والسعادة.
ولذلك قد يلجأ الشخص الي تناول المخدرات للهروب من الألم الذي يسببه التوتر والقلق الناتجين عن ضغوط الحياة اليومية أو عن خوفه مما سيحدث في المستقبل أو عن انتظاره بقلق شيء ما يحدث، ومثل هذه الأحاسيس تعد مصدراً للألم النفسي مما يجعل الشخص يفكر في الهروب منه بواسطة تعاطي المخدر.
وفي هذا السياق تحكي إحدى أدبيات هذا المجال في كتاب امبراطورية الشيطان عن قصة شاب كان هو الذكر الوحيد ضمن أسرة مكونة من أربعة فتيات وأب وأم، وفجأة توفى والدهم، ووجد الشاب نفسه مسؤولاً عن إعالة الأسرة بالكامل،
وأخذ يعمل بالليل وبالنهار، ومرت سنوات وهو علي هذا الحال وأخواته البنات لم يتقدم لهن أحد لخطبتهن بسبب الاحوال المادية مما كان يزيد من توتره وقلقه عليهن، وبينما كان جالساً مع أصدقائه قال له أحد أصدقائه:
“خذ هذه السيجارة وستنسيك كل همومك” وبدأ الشاب في تناول مخدر الحشيش حتى ينسى همومه ومشاكلة، ومرت سنوات والأمر يزداد سوءً وتدهوراً، فقد تدهورت حالة الأم الصحية، وأدمن الشاب الحشيش الذي استنزفه وزاد من همومه.
وفي جلسة أخرى مع الأصدقاء وبعد أن قارب الاربعين دون أن يتزوج لضيق اليد، قال له أحد أصدقائه: “سأنقذك من هذه الهموم” وعرض عليه الهيروين مجاناً، فاستنشقه الشاب وفي البداية شعر بالسرور، وبعد فترة قصيرة بدأ الهيروين ينخر في عظامه ويمتص أمواله وتدهور حاله أكثر وأكثر بسبب الادمان.
وفي هذه القصة نجد ان الادمان ليس هو المهرب من الألم وانما هو الألم ذاته، ولكن المدمن لا يلاحظ هذا في بداية تعاطيه للمخدر بسبب قصور التفكير والغفلة التي يكون فيها.
تم التحديث في 4 مايو,2019 بواسطة موسوعة الإدمان