التعرض للاكتئاب أحد أسباب الادمان حيث أن الاكتئاب أيضاً يعد من الأسباب التي تدفع الشخص إلي تناول المخدر، وبصرف النظر عن سبب الاكتئاب نفسه سواء كان هذا السبب انخفاض في تركيز بعض الهرمونات او تكالب الهموم علي الشخص فإن الاكتئاب نفسه يعد سبباً يدفع الشخص إلي الهروب من أعراضه وآلامه بتناول المخدرات.
فالاكتئاب يجعل الشخص يشعر بالحزن الشديد وبالبؤس وبأنه غير مرغوب فيه وغير محبوب من الآخرين ويجعله يميل الي العزلة ويشعر بأن وجوده مع الآخرين عبئ ثقيل عليهم وتبرز أفكاره الأمور السلبية حوله في كل شيء فلا يرى من الحياة غير الجانب الاسود المظلم، وقد يجعله هذا يفكر في الانتحار، أو انتحار من نوع آخر وهو إدمان المخدرات.
وفي كثير من الأحيان يؤدي ادمان المخدرات إلي الانتحار، ففي إبريل الماضي تم نشر بوست علي موقع الفيسبوك عن خبر انتحار شاب بمحافظة الدقهلية بقرية شربين بسبب الادمان.
ويروي هذا البوست الذي علق عليه الكثيرين قصة الشاب الذي أقدم علي الانتحار بسبب ادمانه للمواد المخدرة، حيث كان هذا الشاب متورطاً لدرجة كبيرة في الادمان، وعندما وصل به الأمر الي عدم القدرة علي شراء المخدرات، وإحساسه بانه منبوذ من الناس بسبب نفور الناس من تصرفاته، اصابته بحالة احباط واكتئاب مزمن مما دفعه الي الإلقاء بنفسه في مياه النهر والموت غرقاً. ومثل هذه القصة – وغيرها الكثير – لا يمكن ان توجد إلا في عالم الادمان، ومنها قصص لمشاهير ايضاً انتحروا بسبب الادمان، ففي اغسطس من العام الماضي 2014 افادت شرطة مقاطعة “مارين” في امريكا بأن الممثل الكوميدي الأمريكي “روبين ويليامز” وجد في شقته منتحراً شنقاً وكان من المعروف انه مدمن للكحوليات والمخدرات منذ فترة طويلة وكان يعاني من الاكتئاب.
الأزمات العاطفية
الصدمات والأزمات العاطفية مثل فقدان عزيز مثل موت أب أو أم أو زوجة أو خسارة حبيب أو حبيبة أو الأزمات العاطفية كالفشل في قصة حب أو الطلاق وغيرها من الصدمات والأزمات العاطفية تكون أيضاً من أسباب الدافعة إلي الإدمان. وتجد المدمن يقول عند فقدان والده: ” اشرب لكي أنسى والدي الذي فقدته”، أو يقول عندما يهمله والده ولا يهتم به: ” أشرب لأن والدي نسينا ولا يفكر فينا”، أو يقول عندما يفشل في قصة حب: ” اشرب لكي أنسى حبيبتي ال …”، ومن الواضح أن كلها أقوال تنطوي علي الهزيمة والصدمة العاطفية التي يشعر بها الشخص في داخل نفسه. وكثيرة هي حالات الادمان التي تنتج عن مثل هذا النوع من الأزمات العاطفية، وكثيرة هي حالات الانفصال الاسري او فقدان احد الابوان التي تهز كيان الابناء من الداخل وتجعلهم يُقبلون علي تناول المخدرات هرباً من الواقع الغير راضين عنه والذي يطاردهم في كل لحظة، فيظنون أن الملاذ لا يوجد إلا مع الدخان والمخدرات، ولا شك أن تفادي حدوث هذا يكون بتوفير الدعم العاطفي لهم والتكاتف معهم ومواساتهم.
تم التحديث في 4 مايو,2019 بواسطة موسوعة الإدمان