الأسرة والادمان لا شك أن الأسرة هي حائط الدفاع الأول الذي يحمي الفرد من الوقوع في فخ الادمان، وتكاد تدخل الأسرة ضمن الأسباب الرئيسية لكل حالات الادمان، ذلك لأن الادمان ما هو الا عيب في الشخصية ناتج عن عيب في التربية والتي هي مسئولية الأسرة الأولى، فالمحيط الأسري السلبي والخلافات الأسرية ومشاكل الانفصال بين الأب والأم كلها تتسبب في اضطراب شخصية الأبناء مما يجعلهم اكثر استعداداً من غيرهم للإدمان، كما ان العنف الممارس داخل الأسرة مثل التعرض للضرب والاهانة والشتائم وغياب العلاقات الحميمية داخل الأسرة، كلها تؤدي إلي شعور الابن بأنه غير محبوب من أسرته مما يدفعه أيضاً الي اعتناق الأفكار التي تروج أن الادمان ينسي الفرد همومه واحزانه وبالتالي يلجأ إلي المخدرات من أجل التنفيس عن نفسه، ومن ثم يقع في فخ الادمان.
وتروي احدى الطبيبات قصة شاب في العشرين من عمره يدرس في الصف الثاني بالجامعة، ووالدته تعمل محاسبة بينما كان والده رجل أعمال، وكانت الأسرة ممزقة وغير مستقرة بسبب المشاكل الاسرية والخلافات بين الأب والأم، وكان لهذا الأبن شقيق ولكن شقيقه كان لا يشعر كثيراً بتلك المشاكل الاسرية وكان يعيش حياة طبيعية وكان ناجحاً في حياته، بينما كان يعيش هذا الابن حالة اكتئاب بسبب تلك المشاكل، وتقول الطبيبة أن هذا لأن كل انسان يختلف عن غيره في درجة استشعاره للمشاكل وكان هذا الابن لديه احساس عالي بالمشاكل مما دفعه الي حالة الاكتئاب تلك، وهذه الحالة هي التي دفعته الي تعاطي المخدرات فشرب الحشيش والبانجو ثم ادوية الهلوسة وتدهورت أحواله جداً، وعندما عرفا الاب والام بإدمانه ووقع الخبر عليهما كالصاعقة أخذوه الي المصحة للعلاج، وبعد ان تم فحص حالته عرفت الطبيبة بأن أصل المشكلة هي المشاكل الأسرية بين الوالدين ونصحتهم بإخفاء مشاكلهم عن الابناء لأنها هي السبب الرئيسي لإدمانه ولكي يكون العلاج فعالاً لابد من معالجة السبب الرئيسي الذي أدى الي الادمان.
تم التحديث في 4 مايو,2019 بواسطة موسوعة الإدمان