هل تختلف الأمراض النفسية عن الأمراض العضوية .. سؤال تعرض له الكثيرون ،
وكانت الإجابة التي توصلوا إليها أن النفس تتألم و تمرض مثلها مثل الأجهزة العضوية في جسد الإنسان،
و لكن الألم النفسي قد يفوق الألم الجسدي، و قد تتصل الأمراض العضوية بالأمراض النفسية.
فالعديد من الأمراض كالسرطان و الفشل الكلوي و الإيدز قد تؤدي إلى الاكتئاب,
وقد يؤدى عجز الجسم عن إفراز هرمون مسؤول عن تنظيم الحالة المزاجية،
كهرمون السيروتونين و الدوبامين إلى امراض نفسية كالاكتئاب والقلق والرهاب والفصام و غيرها من الأمراض النفسية المعقدة،
وهنا من الممكن أن يدفع جهل المريض بطبيعة مرضة إلى استخدام وسائل خاطئة كعلاج من وجهة نظره مثل إدمان الحبوب النفسية واستخدام العقاقير بالصورة الخاطئة،
و إدمان كافة أنواع المخدرات أو انتهاج سلوك خاطيء من الممكن أن يودي بحياة المريض.
وهنا كان لابد من إعادة ترسيخ المفاهيم الصحيحة حول الأمراض النفسية والاتجاه والخطوات التي لابد أن يتبعها المريض،
ليتخلص من تلك الأمراض دون أن يلقي بنفسه في متاهة لا أول لها من آخر.
حسن اختيار الأشخاص الجديرين بالثقة
ولابد أن يحسن المريض من اختيار الأشخاص الذين يجب أن يضع ثقته بهم،
فمن الممكن أن يدفع الأصدقاء قليلي الخبرة المريض إلى تعقيد الحالة أكثر،
وقد يستغله الآخرين ليصنعوا منه مدمنا ضاربين بعرض الحائط كل الاعتبارات الإنسانية.
فعلى المريض أن يكون منفتحا مع والديه حيث أنهم أولى بثقته و سيحاولون لا محالة توجيهه إلى الطريق السليم،
وكذلك لا بد أن يلاحظ الآباء أبنائهم وما إن كان هناك سلوك غير طبيعي قد طرأ عليهم ومحاولة القراءة كلما تسنى ذلك،
وتثقيف أنفسهم حول الصحة النفسية وعلم نفس النمو و اتباع أساليب التنشئة الحديثة التي تواكب عصرهم،
ليستطيعوا تربية نشئ واعي و سليم معافى من الأمراض النفسية،
التي من الممكن أن تنهش أفئدة أبنائهم وفلذات أكبادهم في صمت فلا يلاحظونها إلا بعد تأخر الحالة أو فوات الأوان.
إن الأباء دوما ما يبحثون عن المأكل و الملبس و تأمين المستوى المادي لأبنائهم ولكن للأسف كثيرا منهم يغفلون الحالة النفسية،
التي لا تقل أهميه عن كل ما يبحثون عنه،
فبناء كل ذلك دون بناء الطفل و تنشئته بالصورة السليمة كبناء منزل بلا أرض صلبة لا يصلح للسكن أو الوقوف عليه،
من السهل أن ينهار أمام أزمات الحياة، فلا تبخلوا أيها الآباء على تأسيس أبنائكم و بنائهم بالصورة السليمة سواء داخليا أو خارجيا،
وكذلك هناك العديد من الأمراض النفسية كان أساسها التنشئة الخاطئة من الأهل، كالقسوة الزائدة والحنان الزائد،
وكم من آباء يشكون من سلوك أبنائهم دونما الوعي أنهم السبب الرئيسي فيه،
وكم من مشكلة بسيطة تطورت بسبب عدم اتخاذ الخطوة للعلاج في الوقت المناسب،
فسرعة اكتشاف الأمراض النفسية وعدم إعطائها الفرصة بالتطور و الدخول في حالات متأخرة،
يقي من الوقوع في متاعب لا أول لها من آخر،
حيث يصعب علاج الكثير من الحالات بصورة نهائية إذا ما اكتشفت في مرحلة متأخرة.
تم التحديث في 15 سبتمبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان