المستنشقات بأنواعها ، فصلاً جديداً في عالم الادمان ، ويشمل العديد من الأنواع كالبنزين والكولا والتنر والغراء ودهان الحوائط وغيرها ، وعلى الرغم من أن هذه المواد تنتمي إلى عالم المخدرات ، إلا انها متواجدة بشكل عفوي في الكثير من المجتمعات ، ويرجع السبب في ذلك الى استخدامها في العديد من الاغراض اليومية ، فيقوم البعض بشم هذه المواد ومن ثم الوقوع في إدمانها بدون أن يتصوروا ابداً حجم السمية والأضرار الجسيمة التي تسببها هذه المواد.
المحتوى
الفئة الأكثر تعرضاً الى ادمان هذه المواد
غالباً ما يقع صغار السن ضحية هذا النوع من الادمان بشكل عفوي دون قصد ، بعكس نسبة قليلة من البالغين او كبار السن يقومون بادمان هذه المواد عن عمد، واحياناً يحدث ذلك بشكل عفوي نتيجة لطبيعة عملهم كعمال للورش والمصانع والحرفيين
وقد يقع بعض أطباء الاسنان أيضاً أو العاملين في مجال التخدير بالوقوع في هذا النوع من الإدمان نتيجة استخدامهم لهذه المواد بشكل مستمر .
وتنقسم هذه المواد إلى ثلاثه أنواع :
1- المذيبات الطائرة Volatile Solvent :
وعادة ما يتواجد هذا النوع من المذيبات في مصحح الكتابة والذي يسمي ” الكوركيتور ” بالإضافة الى دهانات الاسبراي السوائل والتي يملأ بها الولاعات ، فضلاً عن مواد تلميع الأحذية والصمغ والكولا والتنر ومزيلات طلاء الاظافر ، والبنزين ومثبت الشعر والكحول.
2- الغازات :
مثل غازات الكلورفوم, الإيثر, الهيليوم, الفريون, الذي يستخدم في اجهزة التبريد مثل الثلاجات والتكييفات , وغاز أكسيد النيتروز ، والذي يطلق عليه غاز الضحك , بالاضافة الى غاز البروبان, البيوتان.
3-النيتريت Nitrite
مثل أمايل نيتريت, وبيوتايل نيتريت, وغالبا ما تستخدم فى الملاهى الليلية وبين الطبقات المتعلمة والراقية اجتماعياً .
التأثير السريع لهذه المواد أو المستنشقات :
عادة ما يبدأ تأثير هذه المواد بقدر من التنبيه ، مما يولد شعور بالنشوة المؤقتة ، والتي قد يصاحبها احساس بالدوار المقبول والمستعذب ، وغالباً ما يستمر هذا الاحساس لمدة تتراوح ما بين 15 الى 45 دقيقة ، وأحياناً يتم إطالة هذه المدة لعدة ساعات ، وذلك في حال الاستمرار على استنشاق هذه الأبخرة من وقت الى آخر ، ويبدأ التأثير المؤقت لهذه المواد يظهر بشكل واضح على هذه الأفراد بداية من فقدان القدرة على حفظ توازنهم والترنح اثناء المشي ، بالإضافة الى الاختلال الواضح في الأفكار والأراء ، وقد يصل الأمر في الحالات الشديد الخطورة الى اضطراب الالوان والأصوات ، وأحياناً يُصاب مدمني هذا النوع من المخدرات بنوع من الهلاوس السمعية والبصرية ، اي انهم يتخيلون رؤية بعض الاجسام او يسمعون بعض الاصوات التي ليس لها اي اساس من الصحة .
أما عن الآثار الجسمانية التي تلازم تأثير هذا النوع من المخدرات ، فهو السعال الشديد والآلام الحادة في الرأس ، بالاضافة الى تخرش العيون والانف والحلق ، وقد يصل الأمر الى حد فقدان الوعي في حالات استنشاق كميات كبيرة من هذه المواد.
فهذه هي التأثيرات البسيطة التي تلازم التعرض او استنشاق هذه المواد ، اما في الأضرار التي تسببها هذه المواد على المدار الطويل ، فتابعونا في المقالات التالية.
بقلم/ منى المتيم