يولد الأنسان علي الفطرة، لا يعرف الي الصفات الخبيثة طريقاً، ومع مرور الوقت يكتسب بعض الصفات السيئة من البيئة المحيطة به مثل الكذب، حيث أصبحت عادة يتبعها الكثيرون في محاولة منهم للهروب من موقف ما أو التخلص من مشكلة معينة.
وكثيراً ما نقابل مثل هذه الأشخاص خلال حياتنا اليومية، ولكن هل يتحول ذلك الي حالة مرضية وتصل إلى حد الأدمان ؟ الإجابة في السطور التالية …
قبل أن نجيب علي هذا التساؤل، دعونا أولاً نعرف علي ما هو الكذب وما أسبابه وعندما يصبح حالة مرضية، هل يمكن التخلص منه …؟
ما هو الكذب ؟
الكذب هو أن يقوم الإنسان بتزييف الحقائق أما كلياً أو جزئيا واختلاق الأحاديث والروايات الغير حقيقية بهدف الوصول الى هدف معين وقد يكون هذا الهدف مادياً أو نفسياً او إجتماعياً.
وهذا الفعل محرماً من جميع الأديان وعندما يتطور هذا الأمر قد يصل إلى حالة مرضيه ..
ما أسباب اللجوء إلى الكذب ؟
أثبتت الدراسات أن هناك بعض الأسباب وراء لجوء الفرد الي الكذب ومن بين هذه الأسباب هي :
1- خشيه الفرد من التعرض للعقاب أو وقوعه في دائرة الصراع
2- في حالة رغبة الفرد في إخفاء شئ ما
3- في محاولة الفرد لكسب ود الآخرين وتعاطفهم
4- قد يستخدمه الفرد في محاولة منه بالظهور بشكل لائق أمام من حوله
5- الإعتياد علي الكذب نتيجة التنشأة والبيئه التي حوله والتي تعتمد دائماً على أسلوب الكذب
6- عدم القدرة على مواجهة الآخرين وهي إحدى الحيل الدفاعية التي يلجأ إليها الإنسان في حالة رفضه للواقع
هل للكذب المرضي أنواع ؟
بالطبع هناك عدة أنواع مختلفة من الكذب وهي :
أولاً : الكذب الخيالي
وغالباً ما ينتشر هذا النوع من الكذب بين الأطفال، وفي هذا النوع يستخدم الفرد خياله ولسانه للحديث عن شئ لا يمت للواقع بصلة.
ثانياً : الكذب الإدعائي
ويرتبط هذا النوع من الكذب غالباً ببعض الإضطرابات النفسية مثل عدم الثقة بالنفس والشعور بالإضطهاد من جانب الآخرين، فيقوم الفرد بإستخدام هذا النوع من الكذب لجذب الاهتمام وحتي يري نظرات الإعجاب في أعين من يستمع اليه.
ثالثاً: الكذب الدفاعي :
وغالباً ما يكون هذا النوع من الكذب خوفاً من التعرض الى العقوبة، وهذا النوع من الكذب هو الأكثر إنتشاراً بين الأطفال نتيجة تعرضهم للعقاب من جانب الأهل.
والجدير بالذكر أن كافة هذه الأنواع قد تتطور حتي تصل الى حالة مرضية ، فأحياناً تصدر بطريقة لا إرادية مما يجعلها تحتاج إلى علاج طبي ونفسي متكامل.
كيف يمكن علاج الكذب المرضي ؟
هناك بعض الآليات التي يمكن اتباعها للتخلص من الكذب المرضي من بينها
أولاً : تغيير البيئة المحيطة :
أحياناً كثيرة يكون الكذب نتيجة لبعض السلوكيات التربوية الخاطئة والتي إعتاد عليها الفرد منذ طفولته ، وفي هذه الحالة تكمن أولي خطوات العلاج في الاعتراف بالمشكلة ومواجهتها بالإضافة الي محاوبة الابتعاد عن هذه البيئة علي سبيل المثال فاذا كان السبب يعود الي وجود الفرد ضمن مجموعة من الاصدقاء تعتمد علي اسلوب الكذب في كافة تصرفاتها، فعليه الابتعاد عنهم.
ثانياً : الإعتراف بالفعل والإعتذار عنها حين حدوثها
ومن أفضل الأساليب التي اثبتت فاعليتها للتخلص من الكذب هو الإعتراف به حين حدوثه والاعتذار عنه ، فهذه من أهم الخطوات التى تحطم هذه العادة في نفس الأنسان، كما ينصح بالإبتعاد عن الأجواء التي تشجع على حدوث ذلك.
ثالثاً : مناقشة أسباب حدوث ذلك مع النفس
علي الفرد الذي يعاني من مثل هذه المشكلة مناقشه أسباب ذلك مع نفسه، مع خلال احضار ورقة وقلم وتدوين أسباب لجوئه الى الكذب ، والجدير بالذكر أن معرفة الأسباب وراء ذلك ستساعد كثيراً في تغيير الأفكار والسلوكيات لمنع حدوثه مرة ثانية.
رابعاً : العلاج الدوائي والنفسي
ويمكن تدعيم كافة الأساليب السابقة من خلال إستشارة أحد الأطباء النفسيين ، لتحديد الأسلوب المناسب للعلاج، وتحديد بعض الأدوية التي توصف بأمر الطبيب للتخلص من المشكلة في أسرع وقت.
تم التحديث في 17 ديسمبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان