التدخين عند المراهقين ظاهرة بدأت تتوغل بقوة في المجتمعات العربية، حيث أشارت أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية أن التدخين يقتل ما يقرب من عشرة آلاف شخص يومياً، منهم ما يقرب من 30 % من المراهقين …
إنها حقاً نتائج مرعبة، الأمر الذي دفع العديد من مراكز الأبحاث للوقوف على أسباب ذلك ..
المحتوى
أسباب تدفع المراهقين الى التدخين
بعد إجراء الدراسات تم الوقوف على بعض الأسباب التي تلعب دور كبير في دفع المراهق الى التدخين، ومن أهم هذه الأسباب:
1- المشكلات الأسرية
الأسرة تلعب دور كبير في التأثير على سلوك الأبناء، فالأسر الغير متماسكة غالباً ما تكون سبباً رئيسياً في إنحراف الأبناء ودفعهم الى البحث عن الاستقرار خارج المنزل.
وكذلك الأسرة المتساهلة التي تعاني من عدم الضبط الاجتماعي بسبب انشغال الوالدين أو جهلهما..
2- التقليد
أحياناً يرجع سبب وقوع المراهقين في فخ ادمان التدخين إلى الفضول وحب التقليد الأعمي لأحد الوالدين.
فعلينا ألا ننسى أن المراهقين يروا في والديهم المثل الأعلى، لذلك فهم يسعون الى تقليدهم.
هذا بالإضافة إلى قلة الوعي لدى المراهق، لذلك فهو لا يعي مدى الخطورة التي تسببها هذه السيجارة، وخاصة في صغار السن منهم.
3- رفقاء السوء
خلال فترة المراهقة تمثل الصداقة دور كبير في حياة المراهق، فمن خلالها يواجه المراهق العديد من الضغوطات التي ربما تدفعه إلى الوقوع في العديد من الأخطاء من أبرزها التدخين.
وهذا وفقاً لآراء علماء النفس ويرجع سبب التأثير القوى للأصدقاء على المراهق إلى عاملين وهما:
العامل الاول يعود إلى سيكولوجية المراهق، ورغباته القوية في خوض تجارب جديدة لإثبات قوتة لكل من حوله سواء كان من الناحية الجسدية أو من ناحية الشخصية المتمردة ، والتي يمكنها أن تتغلب على كافة القيود المحاطة بها.
هذا بالإضافة الى الرغبة في كسب ثقة أكبر عدد من الاصدقاء والتقرب منهم وهذا ما يسمي ( القبول الاجتماعي ).
العامل الثاني يعود الى الصور الذهنية التي رسخت في أذهان المراهقين عن مقومات الرجولة في المجتمع الشرقي.
وذلك مثل ارتباط الرجولة بالتدخين، لتأتي النتيجة النهائية تشير إلى أن أصدقاء السوء من أكثر العوامل قوة وتأثير على الفرد خلال فترة المراهقة.
4- قوة وتأثير الاعلام
في ظل التقدم التكنولوجي وانفتاح الانسان على العالم، فنجد أن وسائل الاعلام المختلفة لها دور كبير في تشجيع المراهق على ارتكاب بعض الأخطاء التي من أبرزها التدخين.
ويظهر ذلك في صورة مباشرة وغير مباشرة مثل ظهور نجم سينمائي في فيلم أو نجم غنائي أو جماهيري أو لاعب رياضي في لقطة أو مشهد وهو يتناول السيجارة، بالطبع سيترك ذلك تأثير كبير على نفس المراهق المحب لهذا النجم.
كما أن فترة المراهقة تمثل العمود الفقري الذي يبنى عليه التكوين الجسدي والوجداني والعاطفي للفرد.
لذلك تُعد هذه الفترة من أكثر الفترات التي يسهل خلالها التأثير الخارجي على الإنسان وخاصة المراهقين منهم.
مما يفسر لنا حرص العديد من الشركات على وجود نجم بمبالغ طائلة للقيام بعمل إعلان دعائي عن منتجاتهم.
وذلك لأن هذه الشخصيات يتخذها بعض المراهقين كمثال أو قدوة لهم.
تم التحديث في 18 نوفمبر,2019 بواسطة موسوعة الإدمان