لا شك ان لدينا الكثير من الأزمات في مجتمعاتنا العربية، فهنا كساد اقتصادي وفقر وهناك ارهاب وفي الجوار حرب وكثيره هي الأزمات والمشاكل في مجتمعاتنا، ولا شك أيضاً في أن الواقع السلبي وكثرة المشاكل والأزمات في حياة الشخص الواقعية واليأس من حلها والاحباط منها، كل ذلك يعد من أكبر الأسباب التي تجعل الشخص يُقبل علي تعاطي المخدرات ومن ثم الوقوع في فخ الادمان عليها.
ولقد سبق ان أوضحنا كيف يحدث هذا في مواضع مشابهة تحدثنا فيها عن سبب الهروب من القلق والتوتر والاكتئاب والازمات العاطفية، ولكن ما نود أن نضيفه في هذا الجانب أن الواقع السلبي شيء مستمر، أو علي الأقل يدوم لفترة طويلة، وهذه الفترة الطويلة تصبح النظرة السلبية للأمور هي الطبيعة التي يتصرف بها الإنسان.
ذلك لأن كثرة المرور بالمحن والأزمات تجعل العقل مدرب علي التفكير في المحن والأزمات، حتى وان هاجر الشخص إلي بلاد العالم الأول فإن النظرة السلبية للأمور تظل مرافقه له لفترة طويلة إلي ان يتكيف عقله مع البيئة الجديدة الخالية من الأزمات. والسبب وراء ذلك هو قدرة العقل الفائقة علي التكيف مع البيئة المحيطة.
وفي إحدى تجارب وكالة ناسا للفضاء قاموا بجعل رواد الفضاء يلبسون نظارة تجعلهم يرون العالم بالمقلوب لمدة ثلاثين يوماً، وعندما ارتدوا رواد الفضاء النظارة كان من الصعب جداً عليهم التفاعل مع الحياة بالطريقة الطبيعية، فعندما يحاول الشخص الأكل مثلاُ يضع الأكل في عينه بدلاً من فمه، وهكذا إلي ان مر واحد وعشرون يوماً وبعدها أصبح الشخص يتفاعل بالنظارة مع الحياة تفاعلاً جيداً دون أن يخطأ، فقد تدرب عقله علي النظرة المقلوبة للحياة وتكيف معها. هكذا هو الحال معنا عندما نعتاد علي نمط معين من التفكير، وهذا هو الجانب السيء في البيئة السلبية التي تكثر فيها المحن والأزمات حيث أنها ترافق الشخص وتجعل نظرته العادية والطبيعية للحياة نظرة سلبية، ويعتنق أفكاراً مثل ” الحياة عقاب”، ومثلها من الاعتقادات السلبية التي تمنعه من الاستمتاع بالحياة بشكل إيجابي وتدفعه إلي البحث عن المتعة في شيء مثل المخدرات.
تم التحديث في 4 مايو,2019 بواسطة موسوعة الإدمان
سلام ممكنeziane ان انظم لكم كا عضوي شرفي