كل الأمراض النفسية تقريباً يكون سببها الرئيسي هو خطأ ما في التفكير، ويصاب الإنسان بالمرض النفسي لأنه يقع في أسر واحد أو أكثر من أنماط التفكير الخاطئ أو المنحرف الذي يؤثر بشكل مباشر على طريقة معالجته للمعلومات وتقييمه للأحداث.
وهذه الأخطاء معروفه في مجال العلاج النفسي المعرفي السلوكي ولها أسماء عدة منها التفكير المنحرف، والتفكير المشوه، والتفكير غير الوظيفي، ولقد حصرها البعض في عشرة أنواع من أخطاء التفكير وهناك من حصرها في أثني عشرة نوعاً، ومنهم من أوصلها إلى سبعة عشر نوعاً من أخطاء التفكير التي تسبب الامراض النفسية.
ونحن هنا سنتكلم عن عشرة أنواع شائعة من أنواع أخطاء التفكير التي تسبب الكثير من الأمراض والمشاكل النفسية، وفيما يلي سنتناول كل منها بالشرح والتفسير، وجدير بالذكر أن معرفة تلك الأنواع من أخطاء التفكير وتثقيف الآخرين بها له دور كبير في الوقاية من الكثير من الأمراض النفسية وكذلك العلاج منها، وربما تتذكر عزيزي القارئ مواقف أو أحداث أو أشخاص يتصرفون بنفس الطريقة الخاطئة التي تقرأها، وهذا جيد لأنه يعني أنك تستفيد من هذا المقال وتضيف هذا التثقيف إلى خبراتك.
ان التثقيف والمعرفة والدراية هما أفضل العلاجات النفسية على الإطلاق، وأفضل وقت يمكن أن يحظى به الإنسان هو الوقت الذي يدخل فيه ميدان فكره فيصحح أفكاره وينظمها ويزيل الشوائب المترسبة في عقله من خلال التربية أو الخبرات التي اكتسبها في حياته السابقة.
ونأمل من هذا المقال أن يساعد في عملية التصحيح الفكري والتثقيف النفسي الذي يقي الانسان من الكثير من الأمراض النفسية، حيث أن الكثير من الامراض والاضطرابات النفسية تكون نتيجة لخطأ أو أكثر من أخطاء التفكير هذه، وفيما يلي عرض للعشرة أخطاء الشائعة ..
1) التركيز على السلبيات أو الاستنباط المتحيز أو الصفاية الذهنية
وهذا الخطأ يجعل الشخص يركز على مشهد واحد فقط من الرواية، جزء واحد فقط من الحدث، غالباً ما يكون الجزء السلبي أو المشهد المأسوي، ويهمل الصورة العامة أو الشاملة للحدث، ونتيجة تركيزه على الجزء السلبي فانه لا يتذكر الخبرات الإيجابية، فذهنه يقوم بعملية فلترة وتصفية وترشيح لما يدخل الي عقله من معلومات بحيث يمسك فقط بما هو سلبي ويترك المعلومات الأخرى الإيجابية، أو يركز فقط على ما هو سلبي ويتجاهل المعلومات الأخرى، ويصبح لدي هذا الشخص نوع من التحيز المتطرف إلى التفكير السلبي ولذلك يسمى بالاستنباط المتحيز وله أسم شائع أيضاً هو التشاؤم.
ومثال على هذا الخطأ في التفكير عندما يشتري الشخص ثوبا ويكتشف أنه لا يناسبه فتجده يقول ( انا دائماً حظي سيء! )، ( هذا البائع يقصد ايذائي بسبب كذا )، ( اليوم هو يوم نحسي )، ( ليس لي حظ في الملابس ) وغيرها من العبارات التي تدل على تركيز الشخص على السلبيات ووقوعه في هذا الخطأ الفكري، ومع الاستمرار يصاب بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب وغيره.
2) القفز إلى الاستنتاجات
بمعنى أن يقفز الشخص إلى النتائج بدون أي دليل واقعي أو حقيقي يقوده إليها، فيطلق الأحكام الظنّية على الأشخاص والاحداث والاشياء بدون ان يتأكد منها، ولقد سبق أن تناولنا هذا العيب الفكري الخطير في مقال سابق بعنوان “مشكلة العقل الظني“، وأبسط مثال علي هذا الخطأ في التفكير عندما يظن الشخص أنه يعرف بماذا يفكر الآخرون وكأنه يقرأ أفكار الناس، وهو خطأ شائع يطلق عليه في علم النفس “وهم قراءة الأفكار” ونتيجة لذلك يسيء الظن بالآخرين وهو ما حذر منه القرآن الكريم.
وهناك نوع آخر من هذا الخطأ الفكري وهو أن يزعم الشخص أنه يعرف الغيب في المستقبل أو يتنبأ بالكوارث أو يتوقع أن الأمور ستكون أسوأ مما هي عليه، وهو في هذه الحالة يقفز إلى النتائج بدون دليل حقيقي عليها، وكذلك يركز على السلبيات كما في الخطأ الفكري السابق حيث أن تلك الأخطاء قد تتواجد معاً في نفس الوقت.
تم التحديث في 16 أبريل,2022 بواسطة موسوعة الإدمان
جميل جدا