إن اليوم الذي يقرر فيه الإنسان الذي وقع فريسة للإدمان طلب المساعدة من أحد مراكز علاج الادمان فذاك هو اليوم الذي قرر فيه هذا الإنسان أن يكتب شهادة ميلاد جديدة له يخرج بها نفسه وينقذ بها كيانه من جحيم الإدمان الذي حوله إلى بقايا إنسانية محطمة.
فبلا شك أن المدمن في كثير من حالات الإدمان المتأخرة يكون محطم النفس فاقد الثقة بذاته بحاجه إلى يد تنشله من براثن الإحباط وتخرج به إلى نور الحياة من جديد.
وبالتأكيد سيجد ذلك متاح في مصحات علاج الادمان المتخصصة والمهنية وهنا أؤكد بإلحاح على كلمة مهنية. لماذا؟
لانه عند اختيارك مستشفى علاج الادمان بطريقة خاطئة فإن ذلك يعنى ببساطه سقوط في الهاوية، ويؤدى بالإنسان إلى حالة من الضياع والتخبط تضاف إلى مشكلة الادمان. ومن ثم فإن مركز علاج الادمان الغير مهني يعتبر كالدب الذي قتل صاحبه.
لذلك نحن بحاجة ماسة إلى التعرف أكثر على مصحات علاج الادمان وكيفية أدائها بشكل علمي سليم لتحقيق إضافة حقيقية في علاج الادمان.
وماهي المعايير الواجب توافرها في المراكز العلاجية وكل هذا عزيزي القارئ سوف نناقشه ونسرد عناصره.
المحتوى
ما هي مراكز علاج الادمان
هي مؤسسات أو مصحات متخصصة في علاج الادمان على المخدرات والتعامل مع مشكلة الادمان نفسيا وطبيا.
بما قد تشتمله من مراكز تأهيل رياضي وجسدي يساعد المدمن على التخلص الكامل من نتائج وأثار الإدمان السلبية.
متى يحتاج المدمن أن يلجأ إلى مصحات علاج الادمان
إن المدمن قد يكون في حالة تستلزم طلب المساعدة من مصحة علاج ادمان متخصصة وشواهد تلك الحالة تتمثل في:
- أولا: إذا كان المدمن في حالة متأخرة من الإدمان تراكمت فيها كافة الآثار السلبية للمخدر داخل جسده. ومن ثم أصبح نفسيا وجسديا لا يمكن علاجه داخل المنزل أو بمساعدة الأسرة أو الأصدقاء. وهنا لابد من الالتحاق الفوري بأحد المصحات المتخصصة في علاج الادمان.
- ثانيا: إن نوعية المخدر الذي يتعاطاه المدمن يلعب دورا رئيسيا في مدى حاجته للاتصال بأحد مصحات علاج الادمان. فهناك أنواع من المخدرات كالشبو والهيروين ومثيلتها من تلك التي لا يحتاج المدمن أكثر من جرعتين لإدمانها، فضلا عن أثارها القاتلة .. وهنا لابد من عدم التأخير أو التردد في الالتحاق بأحد المراكز المخصصة لعلاج المدمنين.
- ثالثا: إذا كانت الأسرة غير متهيئة أو مدربة للتعامل مع المدمن فمثلا تتعامل معه بعصبية شديدة أو شدة مفرطة أو حتى تراخى مضر. فهنا لابد من الاتصال بالمراكز المتخصصة في العلاج حتى ولو كان المدمن في مراحل الإدمان الأولى. وللمزيد عن كيفية التعامل مع المدمن اقرأ هذه المقالة.
- رابعا: إذا نجحت محاولة إقلاع المدمن مرة عن المخدرات ثم تكرر رجوعه إليها هنا لابد أن نقنع المدمن بضرورة التوجه لأحد مصحات علاج الادمان مع التحذير من أن يكون ذلك بأسلوب شديد أو عنيف، بل بالإقناع والتأكيد أن تلك الخطوة ليست تقليل منه أو تشكيك في إرادته ولكنها خطوة مساعدة في العلاج.
- خامسا: عزيزي القارئ إذا تورطت دون قصد أو تحت تأثير ضغط نفسي مؤقت في تناول مخدر وأردت طلب النصيحة، فلا تتردد أن تتوجه لأحد مستشفيات علاج الادمان المتخصصة فالأمر قد لا يستغرق زيارة واحدة وأنت في بداية الطريق وهذا ما قد يمنع عنك شرا كبيرا في المستقبل.
المواصفات الواجب توافرها في مراكز علاج الادمان
- لابد وان تكون مسجلة بوزارة الصحة ومعترف بها من قبل الدولة وتمتلك كافة التراخيص التي تؤهلها لمزاولة عملها. ومن حقك التأكد من ذلك من وزارة الصحة بالدولة وعدم التردد في التبليغ عن أي مركز للعلاج يخالف ذلك. فتجنب واحذر مصحات علاج الادمان الغير مرخصة أو تلك التي تعمل في الظلام.
- على الأسرة أن تتأكد من أن مصحة علاج الادمان تعامل المدمن معاملة الإنسان للإنسان. فبعض المصحات ينظر العاملين فيها للمدمن على انه عديم الإنسانية مما قد يؤثر على مسيرة العلاج بل في كثير من الأحيان يدفع المدمن إلى الهروب من المصحة.
- لابد من توافر الكوادر المدربة والمتهيئة وفق شهادات متخصصة في علاج الادمان نفسيا وجسديا. وتكون تلك الشهادات معتمدة فعدم وجود تلك الكوادر يجعل مسيرة العلاج حرث في الماء.
- تأكد من توافر البنية التحتية المناسبة في تأسيس مركز العلاج من وجود مساحات خضراء وصالات رياضية فكل ذلك يساعد المدمن كثيرا في فترة النقاهة بعد التخلص من أثار الإدمان.
- إن فترة الانسحاب هي أخطر الفترات في مسيرة علاج المدمن ولذا يجب التأكد من وجود كوادر طبية ونفسية عالية الكفاءة والتخصص في التعامل مع سلوك المدمن في تلك الفترة.
عزيزي القارئ: مركز العلاج سفينة النجاة إن أحسنت اختيارها أنقذت المدمن وكتبت له البداية الجديدة فلا تهمل في الاختيار فيكون الثمن المدفوع بعد ذلك باهظا.
تم التحديث في 28 فبراير,2022 بواسطة موسوعة الإدمان