هل الصحة النفسية تعتبر رفاهية في هذه الأيام التي نعيشها ..؟
نعم، إن قدرة الفرد على إدارة حياته و التحكم في سلوكه بشكل صحي وسوي تنبع عادة من الداخل،
حيث تنتظم لديه المعايير وتتزن فلا تؤدي إلى اضطراب سلوكي أو نفسي وهي رفاهية لا يتمتع بها الكثيرون …
حيث لا بد أن يكون الفرد قد تلقى تعليما جيدا و تربى في بيئة سوية تساعده على خلق شخصية قادرة على ذلك.
ولكن للأسف هناك الكثيرين ممن لم يسعدهم الحظ بتلقي الاهتمام الكافي من الأهل و الأصدقاء نتيجة العزلة،
أو أي ظروف أخرى مما أدى إلى ظهور مشاكل عديدة من صعوبات في التعلم و الاكتئاب و ربما الإدمان ..
المحتوى
أهمية الصحة النفسية والعلاج النفسي
ولكي يعود الفرد إلى بر الأمان من جديد و يعيد بناء ذاته داخليا حتى يتغلب على كل المشاكل،
التي سببها سعيه الأعمى دون وعي لسد هذه الفجوة التي بداخله،
والتي نمت معه نظرا لقلة خبرته وقدرته على الوصول إلى أهدافه،
كان لابد من يد تمتد إليه من خلال الاستشارات الطبية والنفسية،
أو ربما إلى برنامج متخصص يضيء له الطريق ليصل إلى ما يريد دون أن يضل أو يهدر الوقت بحثا في الطريق الخاطئ.
وهنا تبرز أهمية الصحة النفسية والعلاج النفسي ..
ضرورة وجود معالج نفسي جدير بالثقة
إننا جميعا لدينا الإرادة و الصبر والطاقة الداخلية التي تدفعنا للأفضل،
ولكن الكثيرون منا لا يعرفون كيف يكتشفون مواطن القوة في مخابئ أنفسهم الداخلية،
وهنا تظهر الحاجة للمتخصصين الذين درسوا علم اكتشاف أسرار النفس البشرية ونقاط ضعفها،
ووسيلة التغلب عليها بل حل المشاكل من جذورها ..
من منا لا يلجأ إلى صديق أو قريب أو حبيب ليلقي همومه لديه و يرتاح ولكن هناك من يكون محظوظا بشخص ذو درجة وعي عالية،
فيلتقطه في لحظات ضعفه في الوقت المناسب وهناك من يجره إلى سبيل الضياع أكثر وأكثر،
خاصة إذا كان ذلك الشخص غير جدير بالثقة، وهنا لا بد أن يسعى الفرد إلى الاعتماد على الله أولا ليقويه على محنته،
ثم يبحث عن شخص على درجة عالية من الخبرة و التخصص ولديه العلم الكافي ليساعده و جدير بأن يخبيء عنده أسراره دون الخوف من استغلالها في أي شيء يضره،
أو الخجل من أفعاله و خاصة الشخص المدمن الذي يجرمه المجتمع و يلقي به في هوة العزلة،
دون أن يدري أن نبذه قد يزيد شراهته للإدمان وقد يودي بحياته نظرا إلى حالة الاكتئاب التي تؤدي إلى الانتحار حتما،
سواء عن طريق المخدرات أو غيرها ..
مراكز العلاج النفسي المؤهلة
ولقد أعدت العديد من المراكز النفسية – التي تصبح في هذا الوقت حاجة ملحة لعلاج هذه الحالات – مناخ هادئ يساعده على تقبل ذاته أولا،
والتغلب على كل الصعوبات التي يواجهها في رحلة العلاج وإبعاد كل ما يقف عقبة في طريقه عن متناول يده،
عوضا عن الجلسات الجماعية التي يتم إعدادها خصيصا لخلق بيئة اجتماعية للمرضى فيتغلبون على إحساس العزلة والوحدة،
ويساندون بعضهم البعض مما يضاعف الطاقة الداخلية و القدرة على الاستشفاء،
والتغلب على أعراض الانسحاب الصعبة فالشخص بين مجموعة يغلب عليه السلوك الجمعي،
وتتولد لديه العديد من الطاقات الإيجابية و روح المنافسة و الشجاعة في تخطي الصعاب.
تم التحديث في 17 سبتمبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان