في البداية لابد أن نؤكد أن الجنس غريزة بشرية طبيعية أوجدها الله في مكونات النفس البشرية لتحقق غاية سامية هي إعمار الكون والحفاظ على النوع فالإنسان كائن مفكر وحساس وتلعب العاطفة دورا رئيسيا في تكوينه الداخلي وسلوكه الخارجي ولما لا وهو خليفة الله في الأرض وليس كالكائنات الأخرى على الأرض يتحرك نحو الجنس بغرض الحفاظ على النوع فقط (لا) فالإنسان عندما يقبل على الجنس يقبل من واقع الرغبة التي فطرت نفسه عليها وليس من واقع الحفاظ على استمرار نوعه وفقط حيث أن تحمل أعباء الأسرة والأبناء ليست بالمسئولية السهلة ولو ترك الأمر للحفاظ على النوع وفقط لما أقبل الكثير من البشر على العملية الجنسية لذا قبل أن نناقش مفهوم ادمان الجنس علينا أن نناقش مفهوم هام وهو:
المحتوى
الرغبة الجنسية:
هي المحرك الرئيسي للعملية الجنسية وهي الدافع المباشر لممارسة الجنس عند الإنسان وفى حقيقة الأمر تختلف تلك الرغبة في ممارسة الجنس من شخص لأخر لأنها نتاج عوامل كثيرة ترتبط بالتكوين الفكري والتربية والتنشئة والمجتمع والظروف التي يتعرض لها الإنسان في حياته وتكون مفهومه نحو الجنس الأخر وإذا أردنا أن نكمل مفهوم الرغبة الجنسية علينا أن نناقش العوامل المؤثرة على تلك الرغبة التي هي المحدد الرئيس لدرجة النشاط الجنسي عند الإنسان:
العوامل التي تؤثر على الرغبة الجنسية:
1: الحالة النفسية وما يرتبط بها من مشاكل الحياة وضغوط العمل فبلا شك أن وقوع الإنسان تحت سيف الاكتئاب أو القلق والتوتر مؤثر سلبي جدا على الرغبة الجنسية ومن ثم النشاط الجنسي عامه.
2: الحالة الصحية فهناك أمراض إن لم يتم التعامل معها والاهتمام بها بشكل صحيح تؤثر على تلك الرغبة والنشاط كأمراض السمنة والسكري والضغط ولكن التعامل معها بالعلاج السليم تجعل الشخص طبيعي تماما.
3: بيئة الإنسان ومفهومه الفكري وتعليمه وثقافته تؤثر بشكل كبير على نظرته للجنس ومن ثم نشاطه الجنسي.
والآن:
ما هو ادمان الجنس؟ وهل إدمان الجنس ظاهرة صحية؟ وهل إدمان الجنس صفة مكتسبة أم طبيعة شخصية تختلف من شخص لأخر؟ وان كان إدمان الجنس غير صحي فكيف نعالج منه؟
ما هو ادمان الجنس ..؟
هو سيطرة سلوك الجنس على الإنسان لدرجه ممارسته بشكل جنوني في أوقات الفراغ سواء بوسائل مشروعة كالزواج أو بوسائل غير مشروعة مثل مشاهدة الأفلام الإباحية أو عن طريق ممارسات مباشرة خارج إطار الزواج ويمتد الأمر إلى سيطرة هذا الهوس الجنسي والتفكير في الجنس حتى في غير أوقات الفراغ وفى وقت انشغال الإنسان ويصير الجنس جزءا لا يتجزأ من سلوكه وأحاديثه.
هل إدمان الجنس ظاهرة صحية؟
بالتأكيد لا لأنه يخرج الإنسان من خارج نشاطه الفكري الطبيعي الذي يجب أن يوجه للتنمية والإبداع إلى نشاط آخر تزيد فيه حاله الهياج الجنسي مما يجعل حياة الانسان معقدة ومدمرة ويسبب التفكك الأسرى وانتشار الفاحشة في المجتمع ويجعل انشغال الإنسان بما هو أهم وأعمق في حياته مسألة هامشيه وثانوية .. لذا فإن زيادة الإقبال على الجنس سلوك خارج إطار الحد الطبيعي للتعامل والرغبة الجنسية من المفترض أن تكون سبب لسعادة الإنسان وليست سببا لشقائه.
هل ادمان الجنس يختلف من شخص لأخر:
بالتأكيد إن النشأة الأسرية والبيئة المحيطة بثقافة الشخص وتكوينه هي المحدد الرئيسي لدرجة الإدمان الجنسي ومن ثم تختلف من شخص لأخر وفق تلك العوامل ولقد أشارت مؤسسة (من قلب إلى قلب) على لسان مديرها دوخ وايبس أن دراسة أثبتت أن من يلجأ إلى إدمان الجنس 80% منهم تعرض إلى عملية اعتداء جنسي أو ضغوط نفسية شديدة وصلت إلى حد الصدمة النفسية.
علاج ادمان الجنس:
1: لا يجب تنمية إحساس جلد الذات داخل المدمن جنسيا بل يجب تنمية ثقته بنفسه وانه قادر على التغلب على مشاكله.
2: مواجهة سيطرة إدمان الجنس على الفكر بشغل الفراغ الذي دائما يعمل فيه هذا الفكر بحرية.
3: الابتعاد عن مركز الخطر ومسبباته واقصد هنا وسائل الإثارة الجنسية.
4: إذا كنت تنفق أموالا على الهوس الجنسي فمن الأفضل أن تدخر هذه الأموال وتنفقها على نفسك كمكافئة ومن الأفضل التبرع بها لأعمال خيرية تكون دافع لك على الاستمرار.
5: إن فشلك في النجاح لا يعنى اليأس ولكن استمر في مقاومتك مرة بعد أخرى وحتما ستنجح ذات مره حتى لو تعددت مرات الفشل.
وفى النهاية:
تعامل مع الجنس كاستثناء يحقق السعادة وليس كقاعدة تجلب الشقاء والندم.
تم التحديث في 4 نوفمبر,2016 بواسطة موسوعة الإدمان